المراة والاسرة

من وجود فروقات ملحوظة في الأدوار التي تقوم بها النساء والرجال في مختلف المجتمعات البشرية الإ إننا لانجد في اي مجتمع نساءً أكثر قدرة ً من الرجال . العمل بالنسبة للنساء في اي مكان من المعمورة له علاقة بتربية الأولاد وتنظيم وادارة المنزل ، بينما النشاطات السياسية والعسكرية تدخل ضمن عمل الرجال ، نسبة عدد الرجال في مراكز القدرة لايزال متفوقاً على النساء وان الرجال لم يتفوقوا على النساء بسبب قواهم الجسدية وقدراتهم الفكرية


وهذا التفوق جاء نتيجة للتركيبة البيولوجية المتعلقة بالنساء والمتمثلة بحالات الحمل المتعاقبة والمراقبة المستمرة للاطفال مما أدى الى تبعية المرأة للرجل في السابق وذلك من أجل تأمين العيش للأسرة ، لقد كان الرجل في الماضي هو المسؤول عن التأمين المالي للأسرة والقوانين والأعراف المدنية ايضاً يؤكد هذا الأمر وحسب زعم الحقوقين والمشرعين فأن أمور النفقة والمهرية واختلاف مبالغ الميراث يرتبط بالامكانات المادية للرجل والمجتمع يعزي هذه الأمور الى الدور المحوري الذي يلعبه الرجل في اقتصاد الأسرة.نتيجة للظروف الحالية للمجتمع فان دخل شخص واحد لم يعد يكفي لأدارة المعيشة ، ففي السابق كانت الظروف تملي على الرجل أن يعمل خارج البيت والمرأة تدير شؤون الأسرة وتقوم بأعمالها أما الآن فقد تشابكت الأمور ، ولأجل التمتع بحياة أفضل وفق المعايير السائدة بما تحتاجه الأسرة من الملبس والمأكل والنزهة والتعليم والضيافة والسفر وغيرها ، اذا لابد للسيدات من المشاركة في تأمين المنابع المالية للعائلة وهذه ليست بظاهرة جديدة ، اذ إن النساء كن يعملن ّ ولكن بشكل آخر وبنظرة أخرى تختلف عما هي عليه الآن.المشكلة الأساسية للسيدات لاتكمن بالعمل في الوسط الأجتماعي ، بل المشكلة هي وجود نوع من الأجحاف في تقسيم العمل الغير الصحيح ، واذا علمنا إن تدبير الأمور المنزلية هي من وظيفة المرأة بصورة بحتة فالرجل وظيفته العمل خارج البيت ولكن مايكسبه لاتكفي لأعالة الأسرة والمرأة ايضاً تعمل خارج البيت ولكن الرجل لايساعدها في اعمالها داخل البيت وان الرأي السائد لدى الناس بصورة عامة بان المرأة تريد العمل لأنها هي الراغبة بذلك ولذلك لايعير أهمية لدخلها باعتباره لاقيمة له ، أما في الواقع فان دخلها مهمة وضرورية لتخفيف عن الأعباء الملقاة على عاتق رب الأسرة ، أن النساء يتحملن اعباءً مضاعفة بالنسبة للرجل نظراً لعملهن داخل البيت وخارجه فهن يتحملن ضغوطاً كبيرة من الناحيتين. ينبغي على الرجل والمرأة أن يدركوا بأن العمل سواءً كان في البيت أو خارجه فلهما نفس القيمة والأهمية وكلاهما يحتاجان الى طاقة كبيرة وينبغي ان لاننتظر من المرأة الشاغلة أن تقوم بوحدها في جميع الأعمال المنزلية بصورة كاملة ومن غير نقص ففي هذه الحالة يجب أن يتم نوع من التعاون بين الرجل والمرأة في إدارة المنزل واعماله ولأجل هذا ينبغي أن يتم نوع من التثقيف والتوعية في هذا المضمار . نرجع الى الواقع ونقول بأن نشاطات وعمل المرأة متأثرة بنظرة الرجل بالنسبة لعملها سواءً كان هذا العمل ضمن نطاق البيت أو خارجها ، ان معظم الرجال الذين يدعون بأنهم متحررون من القيود القديمة ولديهم وعي في هذا المضمار لازالوا متمسكون بالمعايير القديمة للرجولة .حضور الرجل في المجتمع بثمن بقاء المرأة في البيت.ان ربات البيوت يدفعن دائماً ثمن تطور ازواجهن وعلى العموم فأن إدراك الرجل بالنسبة لعمل المرأة تأتي بالمرتبة الثانية بعد إنجاب الأطفال. متوسط دخل السيدات قياساً الى الرجال تكون اقل وان كان عملهم مساوياً للبعض في المجموع ومدة الخدمة حتى في الدول الصناعية المتقدمة في اوربا وامريكا وهذا النوع من التفرقة موجودة ايضاً في الدول النامية ومن المفروض ان يزول لكي يتحقق نوع من العدالة ، بالرغم من وجود هذا الواقع المرُ فان هناك سيدات استطعن أن يحققن تقدماُ في عملهن . الثمن الذي تدفعها المرأة بغية مساواة حقوقها مع الرجل . من المميزات الحسنة لعمل النساء فانهن يصبحن مستقلات من الناحية المادية وهذه الاستقلالية تكون مهمة جداً من ناحية المساواة في الحقوق بين المرأة والرجل وان لم يكن فان شعار المساواة يفرغ من فحواها ، وان اعتقدنا بهذه المساواة فلابد ان يوفر أرضية مناسبة من أجل استقلالهن ويكون لديهن قدرة مالية متكافئة مع الرجل . عندما تكون المرأة من الناحية الاقتصادية غير مستقلة فان شعار مساواة المرأة مع الرجل يفقد دورها ، ففي المجتمعات التي تحققت فيها المساواة فان المرأة حصلت على شخصية مستقلة من الناحية المادية . المرأة نصف المجتمع واذا حذفنا دورها الاقتصادي ، بلا شك فان المجتمع سوف يتضرر ونؤكد على النقطة التالية بان العمل المنزلي هو صنف من العمل كسائر الاعمال الأخرى وفي المجتمعات المتقدمة يسعون لأدراج عمل ربات البيوت وفق النماذج الاقتصادية الجديدة ضمن حسابات قيمة الأنتاج الجماعي .ان السيدات بعملهن في البيت يولدن انتاجاً صحيح من الناحية التجارية لايدفع ثمناً لهذه الخدمات ولكن يجنى افضل انواع الانتاج، عمل النسوة الشاغلات في البيت لايأتي في حسابات الأنتاج المادي ، أما في الواقع فهن يقدمن أفضل الخدمات الانتاجية والمصرفية والرفاهية ، اذاً عمل ربات البيوت له قيمة اقتصادية ايضاً.